حداثية أدب الترسل في رواية (رسالة في الصبابة والوجد) لجمال الغيطاني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب - جامعة المنوفية

المستخلص

تناولت الدراسة أحد أعمال الغيطاني السردية بالدرس من منظور تراثي وإلقاء الضوء على ما أفضته الحداثة في هيكلة العمل. فظاهر النص (رسالة في الصبابة والوجد) أنه مرسلة موجهة من شخص لآخر يقص الأول فيها على الثاني حال العاشق في تجربة حياتية شبه مكتملة الأركان، في قالب يجمع فيه الكاتب بين التراث والمعاصرة، وذلك باستلهام التقنيات الرسائلية القديمة والتأرجح بين التزامها حينًا والتلاعب بها والانزياح عنها أحيانًا، لما يخدم دلالته الخاصة التي تتباين بالطبع مع غاية الرسائل في بنائها الأول، وهو ذاته ما تسعى الدراسه لاستخلاصه ابتداءً بهيكلة البناء الخارجي للمرسلة على شاكلة الرسالة الأندلسية العتيقة مرورًا بالتصرف في تلك المعيارية، وانتهاءً باستحداث التقنيات الخاصة بعالم المرسلة الواحدة، والتي لم تكن معيارًا لفن بأكمله، فمن التجديد أن تقولب الرواية في قالب الرسالة مع أخذ الفوارق التقنية في الاعتبار، وفي اعتماد الغيطاني تلك الأسلوبية في الرواية، موضوع الدرس، وروايته التي سماها (رسالة البصائر في المصائر) خير دليل على رغبته الملحة في استحداث شكل جديد للمرسلة في بناء حكائي، لاكتمال حضور جميع عناصره من الشخصيات والزمان والمكان والأحداث والحبكة والحل... إلخ، أهمية كبرى، على خلاف بناء الرسالة الذي يتلخص في كونها موجهة من المرسِل إلى المرسَل إليه، ولكن ما يقارب بينهما أن للحكي بداية ووسط ونهاية كما أن للرسالة صدر ومتن وخاتمة... ومن ثم فقد سعت الدراسة للوقوف على مدى توظيف الغيطاني لأسلوبية الأدب الرسائلي في فن معاصر كالرواية آخذًا من الأول وواضعًا فيه متوجًا إياه بمنجز الحداثة.

الكلمات الرئيسية