الطبيعة الدلالية للصورة الشعرية في الشعر الأندلسي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الآداب، جامعة حلوان

المستخلص

فى عملية إعادة صياغة الواقع وتشکيله، يلجأ الشعراء إلى تعديل النظام اللغوي العام بنمطيته واقتراح علاقة جديدة وخاصة بين المفردة اللغوية ونظيرتها، وبينها وبين مفهومها (مرجعها) فى إطار سياق ما، هذه العلاقة التى يتم بموجبها زحزحة المفردة عن دلالتها الوضعية وإعادة توزيع الوظائف أو الأدوار الدلالية بين المفردات فى حالة ترکيبها أو إسنادها، هذه العلاقة هى ما يطلق عليه "الصورة الشعرية.

وعندما يتخذ الشاعر من الصور الشعرية أداة جوهرية لتصوير رؤيته وبناء عالم متخيل يقف موازياً للعالم الخارجي، فإنه – فى هذا يلتقط مفردات الصورة وعناصرها من واقعة غالباً بطريقة الحوار، لا بهدف نقل صورة واقعية للأشياء الحسية والمادية، وإلا أصبحت محاکاة حرفية خالية من أية متعة أو قيمة، ولکن ليتوسل بها فى تصوير تجاربه ومشاعره، فمن الملاحظ أن "التصوير الشعري يقوم على أساس حسي مکين، ولا مفر من التسليم بذلک طالما کانت مدرکات الحس هى المادة الخام التى يبني بها الشاعر تجاربه". ولما کان الإنسان ألصق بالمدرکات الحسية، فإن الصورة الحسية (ذات المحتوى الحسي) أبلغ فى التأثير والإمتاع، أي أن "هناک ارتباطاً بين العنصر الحسي فى الصورة وبين قوة إيحاءاتها وما تثيره من مشاعر". غير أن هذا لا ينفي قيمة الصورة غير الحسية المستقاه من مدرکات عقلية/ مجردة، والتى تتطلب مستوى أعلى من الفهم والقدرة على التخيل.

الكلمات الرئيسية