كَسْرُ الْإِيقَاعِ لِتَمْكِينِ الْمَعْنَى فِي الْبِنَاءِ النَّصِّيِّ لِلْقُرْآنِ الْكَرِيمِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

قِسْمِ النَّحْوِ وَالصَّرْفِ وَالْعَرُوضِ- كُلِّيَّةُ دَارِ الْعُلُومِ- جَامِعَةُ الْقَاهِرَةِ.

المستخلص

لا مراء في أن القرآن الكريم قد حرَص على إقامة الإيقاع كمطلب من مطالب إعجازه, إلا أنه في مواضع مخصوصة يُقِيلُ هذا الإيقاع الراتبَ الذي حرَص عليه, ويكسره بإيقاع آخرَ متفرِّدٍ, ويقطع فواصلَه التي سُجِعَتْ بفاصلةٍ متباينة؛ وما ذلك إلا لإقامة معنًى هو من الأهمية بمكان لا يُمكن أن يُؤَدَّى إلا بهذا الإجراء الذي يجذب الانتباه جذبا في نسق بلغ منتهاه من الحسن والإحكام من تناسب الفواصل إلى ذلك المعنى المهمِّ على مستوى سياق الآية, أو على مستوى القصة أو الحكاية الوارد فيها, أو السياق العامِّ للسورة. وهذا المنحى يُعَدُّ من اللطائف البديعة التي يُخالف بها نظمُ القرآن نظمَ كلام العرب من شعر ونثر؛ لكونه يأتي في النظم القرآني الحكيم عفوا, لا تكلفا.

إِشْكَالِيَّةُ الْبَحْثِ:

إنْ تعحبْ فعجبٌ أمرُ هذا النَّظْمِ الْقُرْآنِيِّ الْحَكِيمِ, إذ إن كل ما اعتبره نقَّاد الشعر عيوبا قافوية أو عيوبا في أوزان الشعر, قد استحال إلى موائزَ وفضائلَ يطلبها الإيقاع في النظم القرآني الكريم, فالإيطاء, والإقواء, والسناد, والتضمين..إلخ, كل ذلك قد وقع في النظم القرآني الحكيم بدقة وقبول, لا غرابة فيه, ولا نفور, ولا تكلف, ولا تعسف.

الكلمات الرئيسية