نظريّة التلقّي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

1 جامعة محمّد بن زايد للعلوم الإنسانيّة

2 جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية

المستخلص

جاءت نظرية التلقي لتستكمل النقائص التي وقعت فيها البنيوية، حيث كانت قاعدة البنيوية هي النّص، وكان لا بدّ للفكر الجديد أن يوجد مدخلًا آخر يتمثّل في القارئ وعلاقته بهذا النّص؛ ومن هنا كان التداخل جليًّا بين المنهجين في استقرار العلاقة بين طرفي العملية التواصلية [النّص والقارئ]، وما يحدث من تفاعل بينهما في أثناء القراءة، وما ينتج عن ذلك من التعدد والاختلافات في قراءات النّص الواحد؛ نظرًا لإمكانات الفهم وأساليب التأويل المتنوّعة التي يحملها النّص كنظام من العلامات والرموز، كما أنّ نظرية جمالية التلقي حرّرت النّص – عمومًا – من سلطة المؤلّف، وأتاحت الفرصة للقارئ لإنتاج المعنى، وفتحت آفاق أوسع أمام النّص، كما حرّرت القراءة من هيمنة المعنى النّهائي القصدي وجعلتها تعانق آفاقًا مفتوحةً تسمح بالانتقال من الوحدة إلى التعدد ومن الفعل إلى التفاعل، الذي لا يحدث إلا من خلال النّص ذاته.

ويتناول هذا البحث نظرية التلقي من حيث مفهومها اللغوي والاصطلاحي ونظرية القراءة وجمالية التلقي، كما يعرض لأهم المدارس المؤثّرة في نظريّة التلقّي ومرتكزات نظرية التّلقّي وكذلك مناهج القراءة (ونظرية التلقّي) في التراث العربي وأثر نظرية التلقّي في النقد العربي الحديث.

وخلص البحث إلى أنّ لنظرية التلقّي امتداداتٌ وتأصيلاتٌ في التراث العربي، وأنّ لموضوع التلقّي مكانة وأهمية؛ لأنه يشكل نظرية متكاملة في فضاء الخطاب الإنساني ترتبط بكلّ ميادين الحياة والميادين العلميّة، ويقودنا هذا الاستنتاج إلى ما حظي به القارئ من الأهميّة، وما تبوّأه من المكانة في ظلّ نظرية التلقّي، مما شكّل ثورةً على المناهج النّقديّة السابقة، التي أهملت دور القارئ في العملية الأدبية.

الكلمات الرئيسية