درجة توظيف معلمي اللغة العربية في الحلقة الثالثة للذکاء اللغوي في مدارس إمارة الشارقة

نوع المستند : وعروض الکتب والتقاریر عن رسائل الماجستیر والدکتوراه فى التخصصات العلمیة لأقسام کلیات الآداب والعلوم الاجتماعیة والإنسانیة فى مصر والعالم العربی بمختلف اللغات ( العربیة والانجلیزیة او الفرنسیة او الالمانیة ) وغیرها مما یدرس بالکلیة.

المستخلص

     يعتمد التقدم الحقيقي في حياة الإنسان على التعليم بشکل کبير، کما أن نهضة المجتمعات تکمن في التعليم، وعلى أثر ذلک انصبت جهود ومساعي الکثير من الدول على تحقيق الجودة في التعليم، وحرصت على تنمية قدرات المتعلمين وإمکاناتهم وتلبية احتياجاتهم؛ کي يتمکنوا من اللحاق برکب التقدم العلمي والثورة التکنولوجية التي بلغت ذروتها في هذا العصر.
     ولقد سعت دولة الإمارات العربية المتحدة جاهدةً من خلال وزارة التربية والتعليم، وبشکلٍ ملحوظ إلى رفع مستوى التعليم، وذلک من خلال إدخال التحسينات في برامجها وسياستها، وماتقدمه من دعم شامل لخلق مناخ تعليمي يلبي حاجات المتعلمين، ويسعى لتحقيق النتاجات التعليمية المخطط لها، والتي تتوافق مع فلسفة مجتمعها متسمةً بالحداثة والجودة والأصالة.
     والجدير بالذکر أن للمعلم دورًا رئيسًا في جعل العملية التربوية تتجه نحو النجاح، والمعلم المدرک لنظرية الذکاء المتعدد المسخر لقدراته جدير بأن يجعل التعليم مختلفاً بحيث  يکون له  منحى مختلف تماماً، فينتقل من کونه ملقناً للمعارف إلى المرشد والموجه الملهم المحقق للنتاجات التعليمية المنشودة من خلال المرونة والتنويع في طرائق التدريس، إذ أن نظرية الذکاء المتعدد لاتخضع لقواعد محددة إلا بما يخص کل ذکاء حيث ثبت أن لکل منها متطلبات معينة تفرضها، ومن ثم يمکن القول بأن نظرية الذکاء المتعدد تعد نموذجاً لتقديم حلول تمکن المعلمين من إعداد وتصميم خبرات تسير بالعملية التعليمية التعلمية نحو ما تصبو إليه المؤسسات التربوية من نجاح (عبدالهادي: 2008).
     ولقد نالت مسألة البحث والتساؤلات حول القدرات العقلية ومالها من أهمية منذ العصور اليونانية؛ مما نتج عنه المزيد من الدراسات والأبحاث التي تسلط الضوء حول العقل البشري والعمليات التي يقوم فيها حياة الإنسان (Dembo,2010).
     وشهدت المؤسسات التربوية التعليمية قبل ظهور نظرية الذکاء المتعدد جموداً واضحاَ في أساليب التدريس، مکتفيةً بملء عقول الطلبة بحفظ المعلومات بسبب الاعتقاد السائد آنذاک حول طبيعة الذکاء وکونه صنفاً واحداً، وهذا الاعتقاد الذي نتج عنه الحد من قدرات وإمکانات المتعلمين (حسين، 2008).
     وفي عام (1983) ظهرت نظرية الذکاء المتعدد Multiple Intelligence على يد عالم نفس النمو الأمريکي هوارد جاردنر (Howard Gardner) من خلال کتابه: أطر العقل Frames of Mind  والذي تبنى فيه مع غيره من العلماء مجموعة من الأفکار عن قدرات العقل البشري وتمييز أنواع الذکاء، وأن اختبارات الذکاء ليست هي العامل الوحيد لتقييم ذکاء الشخص، کما يشير جاردنر إلى قدرة العقل البشري على بناء وتقدير الأشياء مع قياس آلية فهم واستيعاب کل شخص لها، وطور جاردنر مع زملائه فکرة الذکاء المتعدد وقدّم طُرقا لقياس إمکانات کل شخص وآلية حل المشکلات ((Octaberlina& Asrifan, 2021 وهذا يدحض فکرة أن الذکاء أحادي بل هو متعدد، وأن کل شخص لديه ذکاءه الخاص، ويتميز في نوع أو أکثر. وفي ذلک يشير (بلعاوي،2011) إلى أن الدراسات المسحية وشبه التجريبية التي أجريت على مجموعة من التخصصات، وضمن بيئات متنوعة أکدت وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأفراد فيما يمتلکونه من أنواع الذکاء.