تعبير الرؤيا بين الفراسة والدراسة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلفون

جامعة الوصل- دبي

المستخلص

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وخاتم النبيين وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد :
فقال تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُکُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ﴾ }الروم :٢٣{، فسبحان الذي جعل الدنيا دنُيين، دنيا منام، ودنيا معاش، وجعل لکل منهما قانوناً تسير وفقه، جعل النهار للسعي في طلب الرزق، وجعل اليل راحة للأنام، وفيه آيتان آية المنام وآية الأحلام. وقال النبي ﷺ:" في آخر الزَّمانُ لَم تکد رؤيا المؤمنِ تکذِبُ " ، فإن الله يؤنس المؤمن بما يريه من الحقائق والتباشير، أو ينذره من الوقوع في المعاصي، ويزداد صدق الرؤيا بصدق حديث صاحبها، فإن الرؤيا وسيلة من وسائل الله لإعطاء الخبر إلى عبده کما جاء في قوله تعالى: ﴿وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن يُکَلِّمَهُ اللَّـهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَکِيمٌ ﴾ }الشورى :٥١{.
وقد جبل الإنسان على الحلم، فکان من فطرته الإنسانية أن يرى في منامه ما يبشره أو ينذره، ولذلک حظيت الرؤى والأحلام باهتمام کبير عند جميع الأديان والفلسفات، فکان لها تأثير على النفس البشرية، وقد شهد الواقع التجريبي الذي لا يستطيع أحد دفعه، بأن ما يراه الإنسان في منامه قد يشاهد في حياته، إما على صورته التي رآها بها، أو موافقا للتعبير الذي عبر به.
وتعبير الرؤيا علم من العلوم الشرعية، وقليل من الناس الذي يتجه إلى هذا العلم. فلماذا؟ هل هذا العلم يقتصر على فئة من الناس الذين يمتلکون صفة الفراسة أم يستطيع عامة الناس اکتسابه؟ وما هي نظرة الإسلام وبقية الأديان في الرؤى والأحلام ؟ و هل يستوي الناس في حقيقة رؤياهم ؟

الكلمات الرئيسية