الصراع مع الـمجهول عند الـشاعر الـجاهلي (تفسـير أسـطوري نفسـي)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المستخلص

يظل الـمجهول شيئًا عظيمًا في حياة الـإنسـان يسـتحق الـبحث والتنقيب، تکتنفه أسـرار وتحيط به خبايا، وتتلبس به عباءة الـشک والحيرة، فيسـتتر وراءها، ويتعلق ببطائنها، ولا ينقب عنه من الـبشر إلـا صاحب الـفکر ومرتـاد الـمهالک، ويحذره الـجبان الـخانعُ. ولما کان الـشاعر بمنزلته على رأس هذه الـطائفة من أصحاب الـفکر، وذوي الـعقول الـواعية؛ لذا کان الـبحث عن الـمجهول عند الـشاعر –ولا سـيما شاعر لا يملک شيئًا من أسـباب الـثبات واليقين، وهو الـشاعر الـجاهلي- کان من الـأهمية بمکان بحيث يظهر لنا کيف کان يفکر الـجاهلي في هذا الـمجهول. وکان أول ما يلقاه هذا الـبحث ليکوِّن رؤيته عن الـمجهول عند الـجاهلي هو أن يجمع صور هذا الـمجهول في حياة الـجاهلي، ويربط کل صورة بدافعها الـنفسـي والاجتماعي، ثم يُبين مواقف الـشعراء من هذه الـصور، وکيف ظهرت هذه الـمواقف في بنية أشعارهم.قبل أن نتعرف على صور الـمجهول في حياة الـشاعر الـجاهلي، فإننا سـنحاول الـتعرف على الـمقصود منه، والمجهول في معناه الـلغوي "جَهِلَه جَهْلاً وجَهالَةً: ضِدُّ عَلِمَهُ، والمَجْهَلُ: الـمفـازةُ لا أعـلامَ فيهـا. يـقال: رکبـتها على مجهولهـا، والْجَهْلُ نَقِيضُ

الكلمات الرئيسية