الوحدة الموضوعية في سورة الکافرون

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أم القرى – قسم الکتاب والسنة – شعبة التفسير وعلوم القرآن

المستخلص

القرآن الکريم هو دستور هذه الأمة وسبب سعادتها ورقيها في الدارين ، ولذلک أمرنا الله بقراءته وفهمه وتدبره ، للوقوف على الأهداف والمقاصد التي يحتويها ، وتحقيق جانبا من الغايات التي لأجلها أنزله الله تعالى القائل :  فَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ کَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا کَثِيرًا (82) [النساء] ، وقد هيأ الله لکتابه العزيز (من کلِّ خلَفٍ عدولُه ينفونَ عنهُ تحريفَ الجاهِلينَ وانتحالَ المبطلينَ وتأويلَ الغالينَ)، فهم الذين حملوا العلم وهجروا ملذات الدنيا لخدمة کتاب ربهم ، فدرسوا واستنبطوا وصنفوا وألفوا ، فکانوا (هم الذين يؤخذ عنهم العلم ويرجع فيه إلى أقوالهم ) ، وقد أولوا علم تفسير القرآن الکريم اهتماما کبيراً ، لعلو منزلته ، وعظم مکانته ، وتصدره بين العلوم حتى وصلنا عدد کبير من تفاسير العلماء للقرآن الکريم بعضها بالمأثور وبعضها بالرأي ، ولا شک لدى کل مسلم بأنه لا يسع أي باحث في کتاب الله تعالى الإحاطة بمعانيه ، ولا بأکثرها ، لأنه لا يحيط بکلام الله إلا الله ، ولکن ما لا يدرک کله لا يُتَرک جله ، ولا شک أن من أعظم الآيات وأعلاها مکانةً في کتاب الله تعالى آيات تحقيق التوحيد والعبودية الخالصة لله تعالى المستحق للعبادة وحده دون سواه ، التي تقرر الحقائق السامية التي يقوم عليها الدين الإسلامي لتزکية نفس الإنسان ، وتربيتها على العقيدة السليمة الصافية ، لبلوغ الأهداف الأساسية التي تقوم عليها شؤن الخلق في معاشهم ومعادهم ، وسيترکز بحثي بعون الله تعالى في مادة التفسير الموضوعي على تفسير آيات سورة الکافرون التي تعد عمدة في باب تقرير توحيد القصد والإرادة تفسيراً موضوعياً.

الكلمات الرئيسية