الفن الإسلامي في الأندلس : آثاره وقيمه التراثيّة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کليّة الآداب جامعة الإسکندرية

المستخلص

للفنون الإسلامية مکانة سامية بين الطرز الفنية التي تميزت بها الحضارة الإنسانية عامة، فقد أسهمت –بشکل کبير- في تطور الحضارة واستطاعت أن تحقق لنفسها طرازًا فريدًا وشخصية مستقلة وسمات خاصة مستمدة من الطابع الإسلامي والقيم الإسلامية.
وقد احتل الفن الإسلامي في الأندلس مکانة مرموقة في المشرق والمغرب وتعدى تأثيره الحدود المحلية واستطاع أن يؤثر تأثيرًا واضحًا في الفنون الأوربية.
وإذا کان الطراز الأندلسي فقد نشأ على أراضي شبه الجزيرة الإبيرية فإنه تطور واکتسب سماته الخاصة وإن لم يفقد صلته بالطراز الإسلامي العام.
وبرغم ما للفن الإسلامي في الأندلس من أهمية فإنه لم يحظ بکبير عناية من الباحثين العرب، وإن کان قد حظى باهتمام عدد کبير من المستشرقين والباحثين الإسبان.
وبعيدًا عن موقف الإسلام من التصوير، فإن الفنان المسلم مارس إبداعه في ميادين أخرى مثل الزخرفة والخطوط والنقوش وغيرها من مجالات الفن التي تخلو من القيود ويجد الفنانون فيها فيها حرية لإشباع غرائزهم الفنية وإظهار مهاراتهم ومواهبهم. وتجلى ذلک کله في ميادين الزخرفة بأنواعها المختلفة. "فقد صال الفنانون العرب المسلمون فيها وجالوا وطوّروا في الموضوعات والمجموعات والوحدات والعناصر الزخرفية، مما جعل للفن العربي الإسلامي ذلک الطابع الزخرفي الأخاذ، الذي تميز به عن سائر الفنون کلها. بل إننا نعتبره حجر الزاوية في تلک الوحدة الشاملة التي تضم في نطاق إطارها الکبير جميع المدارس الفنية التي قامت في کل عصر من العصور في تلک السلسلة المترابطة حلقاتها من الأقطار العربية والإسلامية في المشرق والمغرب. ولقد جعل الفنانون العرب المسلمون من الخط العربي بأنواعه المختلفة من کوفي إلى نسخ إلى غير ذلک ميدانًا من الميادين الرئيسية للزخارف. فأخرجوا من الحروف وأطرافها أشکالًا وعناصر ذات إيقاع فني متناغم، وتبرزها وتؤکدها في أحيان کثيرة عناصر نباتية وهندسية وضعت في مستوى خلفى منها لتزيد من حسنها وجمالها، وزينوا بها منتجات الفنون من عمارة وتحف زخرفية.

الكلمات الرئيسية