أثر القريبنة في دلالـة السکـوت عـلـى الأحکـام دراسة فقهية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاداب، جامعة المنوفية

المستخلص

الحمد لله رب العالمين, الملک الحق المبين, والصلاة والسلام على أفضل المرسلين, وإمام النبيين, سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم . وبعد ,,,
فيعد السکوت جزءًا من البيان الذي علمه الله تعالى للإنسان في قوله تعالى:] الرَّحْمَنُ (1) عَلَّمَ الْقُرْآنَ (2) خَلَقَ الْإِنْسَانَ (3) عَلَّمَهُ الْبَيَانَ (4) ( (الرحمن: 1: 4).
وهو وسيلة من وسائل البيان البشري, وله من وجوه البلاغة ما لا يوجد في الکلام, ويدل على أمور قد لا يدل عليها الألفاظ, فالمتکلم في بعض السياقات يُؤثِر الدلالة عليها بالسکوت؛ لأنه رأى دلالات, قد لايقوى عليها اللفظ أويطول به السياق ؛ ولهذا قد نرى في کثير من الأحيان السکوت جوابًا؛ ولذا قال الحکماء:« الحکمة عشرة أجزاء : تسعة في الصمت, والعاشر عزلة الناس».
ومن ثم فإن البيان بالسکوت قسيم البيان باللفظ, ويحتل مرتبة عالية تلي البيان باللفظ, ولأنه الأکثر استخدامًا في حياة الرسول r وقد أرسله الله تعالى ليبين للناس ما نزل إليهم, وکان يسکت أکثر مما يتکلم, وهذا دليل واضح على أن سکوتهr کان وسيلة من وسائل البيان, وهي وسيلة تحتاج إلى تحليل وفهم, کما أن کلامه rيحتاج إلى تحليل وفهم.
لکن السکوت تارة يدل على الرضا, وتارة يدل على الرفض, وتارة يکون إقرارًا, وتارة يکون إنکارًا, ويختلف في دلالته على الحکم من شخص لآخر, فسکوت النبي rليس کسکوت غيره, وسکوت البکر ليس کسکوت الثيب, والسکوت المصحوب بالبکاء حال الحزن ليس کالسکوت المصحوب بالضحک في مقام الفرح والاستبشار,

الكلمات الرئيسية