استدلال المفسرين على مبهم القرآن بالقرآن

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

المستخلص

إن تفسير القرآن بالقرآن يأتي في صدارة طرق التفسير على الإطلاق الاستدلال بالقرآن لتفسير القرآن، غير أنه لا يُشترط دومًا أن يوفق فاعله إلى الصواب، بل قد يخفق، لا بسبب اعتماده على القرآن في التفسير، ولا لاضطراب أو تناقض في القرآن، معاذ الله، ولکن قد يقع الإخفاق لخطأ في الاستدلال، أو تقصير في دراسة الاستخدام القرآني للألفاظ والجمل والأساليب، أو النظر إلى مواطن قرآنية دون غيرها مما قد تکون ذات صلة بالموضوع، أو لأمور أخرى تجب مراعاتها، ربما تکون خاصة بکل موطن على حدة، قد تغيب عن المستدل.
ولما کان ما سبق مقررًا في التفسير بصفة عامة، کان المبهم أجدر به وأولى، لخصوصية الکلام في المبهم والبحث فيه، کما تبين معنا فيما مضى، لذا کان من الواجب على المستدل على مبهم القرآن بالقرآن مراعاة دراسة المواطن المتعلقة بالمبهم الواحد في القرآن کله، والوقوف على مدلولاتها بشکل واضح، من خلال صنع معجم مصغر للاستخدام القرآني للفظة الواحدة، أو الترکيب الواحد، وما المقصود بها في المواطن الأخرى، کما أن عليه ضرورة التوقف عند التفسير القرآني، دون غيره، للمبهم، إذا ثبت، وعدم الجري وراء المرويات الأخرى.
وقبل کل ذلک لا بد من الوقوف على الثمرة العلمية أو العملية من تحديد المبهم، فبعض مبهمات القرآن لا قيمة علمية ولا عملية من تحديدها، ولعل ذلک سبب من أساب إبهامها، فعلينا ألا نشغل انفسنا بها کثيرًا.

الكلمات الرئيسية