تسامح الإسلام في التعامل مع غير المسلمين

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

کلية الاداب، جامعة المنوفية

المستخلص

الإسلام دين الله.الذي خلق الإنسان, علمه البيان, وجعله خليفة له في أرضه, يعمر ويبني ويشيد ويتعلم ويعلم ويتعاون ويتراحم ويتکافل مع أخيه الإنسان ليحقق عمارة الکون.
قال تعالى: ﴿ هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَکُمْ فِيهَا ﴾(هود: 61) کل الناس مطلوب منهم إعمار الأرض, والعمل على عمارتها بکل ما يحقق ذلک کله .کل بحسب استطاعته ليس هذا حکرا على طائفة أو نوع أو لون أو عنصر, وإنما دعوة للکل رجالا ونساء على اختلاف قبائلهم وشعوبهم وأعراقهم؛ لأنه سبحانه خلق الناس من أصل واحد, وهو آدم وجعلهم شعوبا وقبائل لا ليختلفوا ويتنازعوا, ولکن ليتعارفوا ويتعاونوا على البر والتقوى.
والبر اسم جامع لکل خير فيه صلاح الإنسان, في دينه ودنياه وعاجل أمره وآجله : ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاکُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ ﴾ ( الحجرات:13) وهکذا دعا الله سبحانه وتعالى الناس جميعا إلى العمل النافع والمفيد, ولا يکون ذلک إلا إذا حقق مصلحة للعامل ولغيره : ﴿ وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ﴾ ( التوبة: 105) ولا يمکن للعامل أن يعمل ولا أن يبني إلا إذا کان المجتمع آمنا مستقرا ولا يتحقق ذلک إلا في ظل التعايش السلمي بين بني الإنسان مسلمين أو غير مسلمين.
فعملية البناء والتعمير والتشييد ليست محصورة على المسلمين وحدهم, وإنما هي مطلب عام يقتضي تعاون کل الجهود الإنسانية التي تعمل على تحقيق الخير العام والنفع العام لصالح البشرية کلها، و لايوجد ذلک إلا بالتسامح والتقارب والتعاون .

الكلمات الرئيسية