کان الإله "أوزير" من أشهر المعبودات المصرية القديمة، واتخذ الکثير من الألقاب منها: "ون نفر" wn nfr بمعنى (الکائن الحي)، و"کان إمنتت" kA imntt بمعنى (ثور الغرب)، و"خنتى إمنتيو" xnty imntw بمعنى (سيد الغربيين) أو إمام الغربيين (أي الموتى)، و"نب أبدو" nb ibDw بمعنى (سيد أبيدوس)، "ونب جدو" nb Ddw بمعنى (سيد أبوصير)(1).
اعتُبر الإله "أوزير" تجسيدًا لکل قوى البعث والخصوبة والموت ونبع الحياة معًا، واقترن بآلهة الموت والميلاد والخصوبة بصفته نبت الحياة(2)، وکان عرش الإله "أوزير" على قمة تل الخليقة وهو الذي علم الناس الزراعة وسّن لهم القوانين، وفي أنشودة من عصر الدولة الحديثة أنه هو الذي علم الناس فنون الحضارة وارتبط بالخصوبة وفيضان النيل(3).
عُبد الإله "أوزير" في کافة أرجاء البلاد، في کل أقاليم مصر حيث حظى کل إقليم بعضو مقدس من أعضاء "أوزير" بعد أن قتله أخوة الإله "ست"، وذلک وفقًا لأسطورة أوزير المعروفة إلا أن هناک مدينتين رئيستين اشتهرتا کمرکزين لعبادة الإله "أوزير" في الدلتا والصعيد وهما:
"بوزيرس" وهي "جدو" (أبوصير بنا) في الدلتا، و"أبيدوس" (العرابة المدفونة – مرکز البلينا- محافظة سوهاج) في الصعيد(4)، وقد تعددت مواضع دفن الإله "أوزير" طبقًا لما ورد في بردية اللوفر رقم 3079(5)، وهناک أيضًا هيکل في جزيرة "بيجة" غربي جزيرة "فيلة" (أنس الوجود) أطلال معبد شيده "بطلميوس الثاني عشر"، واشتهر هذا الهيکل باسم هيکل "أباتون" في العصور المتأخرة من تاريخ مصر بأنه کان مقبرة من المقابر التي دفن فيها جزء من جسم الإله "أوزير"(6).
ارتبط الإله "أوزير" بالنيل والفيضان مصدر خصوبة التربة في أرض مصر، وکان يمثل القوة الدافعة لقدوم الفيضان وما ينتج عنها من نمو النباتات وازدهار الحياة على الأرض من جديد، وهو بذلک واهب الحياة لکافة المخلوقات(7).