تأملات مع المتشابه اللفظي في ثلاث آيات متشابهات دراسة نظرية تطبيقية

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المساعد بقسم علوم القرآن، بکلية القرآن الکريم والدراسات الإسلامية جامعة جدة - المملکة العربية السعودية

المستخلص

فإن القرآن الکريم المعجزة الخالدة، تحدّى الله عز وجل به العرب قاطبة، آية لرسوله ﷺ ودلالة قاهرة، وحجة ظاهرة لنبوته، وصدق رسالته، لما فيه من عجيب نظمه، وجزالة لفظه، وبديع وصفه، وخروجه عن جميع أوزان کلام العرب ونظومه، لذا فإن علماء الإسلام –رحمة الله عليهم- قد عکفوا على مدارسة هذا الکتاب العزيز تدريساً وتعليماً، وشرحاً وتفسيراً، وتصنيفاً وتدويناً، بياناً لآي هذا الکتاب، وتوضيحاً لکلام العلي الوهاب، وإخراجاً لکنوزه ودرره، وعلومه ومعارفه، وحل مشکله، وبيان متشابهه، فجزاهم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء وأوفاه، إذا ثبت هذا، فإن من الآيات التي وقف المفسرون معها طويلاً، وهي ثلاث آيات متشابهات في سورة البقرة والمائدة والحج، فآية البقرة قوله تعالى: ﴿ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ﴾ [البقرة: 62]، وآية المائدة قوله تعالى: ﴿ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ﴾ [المائدة: 69]، أما آية الحج فقوله تعالى: ﴿ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ﴾ [الحج: 17]. حيث اختلفوا في المراد بالطوائف الأربع "الذين آمنوا" و "الذين هادوا" و "الصابئين" و "النصارى"، وذلک لأنه أتبع جل وعلا ذکر الطوائف بقوله: ﴿ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ﴾، فکيف يصح هذا البدل مما سبقه من "الذين آمنوا" ومن بقية الطوائف؟ وقد کثرت الأقوال في ذلک، وتعددت وجهات النظر، کذلک وقف المفسرون طويلاً أمام آية المائدة، لأن "الصابئين" فيها جاءت بالرفع "الصابئون" في حين أنها جاءت في آية البقرة والحج منصوبة، وقد أکثر المفسرون وأهل الإعراب من الوجوه في سبب رفع "الصابئون"، هذا وقد أشار شيخ الإسلام ابن تيمية ‘ في الفتاوى إلى آية البقرة حينما بيّن سبب نزولها وتفسيرها، ورد ما قيل فيها من روايات ضعيفة ذکرتها معظم کتب التفسير، وبين تناقضها مع ما ورد في روايات صحيحة، وقد جعل کلامه عن الآية تحت عنوان: [هذه تفسير آيات أشکلت حتى لا يوجد في طائفة من کتب التفسير إلا ما هو خطأ فيها]، وسيأتي -إن شاء الله تعالى- الإشارة إلى شيء من ذلک

الكلمات الرئيسية