مَضَاضَةُ الغَبْنِ بَينَ المُتَنَبِّي وَشُعَرَاءِ الأَنْدَلُسِ

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة دمنهور

المستخلص

يُعْنَى هذه البحث برصد أثر مَضَاضَة الغَبْن في المُتَنَبِّي وشعراء الأندلس المُعَاصِرِينَ له واللاحقينَ به ، بوصفها ملمحًا بارزًا تَجَلَّى - بوضوحٍ - لديهما .
کما يهدف إلى دراسة أسباب هذا الإحساس البغيض بالظُّلْم ، الذي ينتابُ الرجلَ الفاضلَ الکريمَ ؛ فيجعله يتقلب على جَمْرِ الغَضَا ، وقد ذاق المُتَنَبِّي هذا الإحساس وعَرَفَ مرارته ، ووصفه مِرَارًا في شعره ، کما ذاقه کثيرٌ من شعراء الأندلس – مثل : جَعْفَر المُصْحَفِيّ ، ابن دَرَّاج القَسْطَلِيّ ، أبو عامر بن شُهَيد ، ابن حَزْم ، ابن زَيدُون ، المُعْتَمِد بن عباد ، ابن الخطيب ، وغيرهم - الذين تَبَدَّلَ بهم الحال من النعيم والتَّرَف إلى البُؤْس والضنک ؛ فَعَرَفُوا - من کَثَبٍ - مَضَاضَة الغَبْن ، وعَبَّرُوا عنها .
وقد کانت الأشعار التي قالها شعراء الأندلس في وصف مَضَاضَة الغَبْن تلتقي مع شعر المُتَنَبِّي ، وتحذو حذوه ، وتُقَلِّدُهُ في کثيرٍ من الأحيان .
وترجع أهمية هذا البحث إلى کثرة هذه النصوص ، وتنوُّعها ، وما تُثِيرُهُ من قضايا في مجالاتٍ شَتَّى . وهذه الدراسة تُحَقِّق – ضمنًا – مبدأ التأثير والتأثُّر بين الشعر المشرقيّ والأندلسيّ ، وتدور في فَلَکِه . 
ويرصد البحث عددًا من وجوه التشابُه بين الاثنين ، ذلک التشابُه الذي لا يمکن أن يقع بمحض الصدفة ، ويؤکد - في الوقت نفسه - مدى انفتاح الشعر الأندلسيّ على الشعر المشرقيّ ، وإفادته منه .
        وقد تَضَمَّنَ البحثُ تمهيدًا وثلاثة مباحث وخاتمة ، ورَصَدَ التمهيد أثر المُتَنَبِّي في شعراء الأندلس ، وتناول المبحث الأول : أسباب مَضَاضَة الغَبْن ، وعَالَجَ المبحث الثاني : أثر مَضَاضَة الغَبْن ، ورصد المبحث الثالث : الثُّنَائِيَّات الضِّدِّيَّة في شعر مَضَاضَة الغَبْن.
وتتعدّد قراءات النص الأدبيّ بحسب طبيعة القارئ ، وثقافته ، واتجاهاته الفکريَّة ؛ وبتَعَدُّد القراءة تتعدد معاني النص ، وقد استعنتُ بالمنهج الوصفيّ التحليلي ؛ لتوضيح ما في النصوص من قيم جماليَّة .
 

الكلمات الرئيسية