مشکلات الفقر الحضري والتنمية الحضرية في حي المنتزة

نوع المستند : وعروض الکتب والتقاریر عن رسائل الماجستیر والدکتوراه فى التخصصات العلمیة لأقسام کلیات الآداب والعلوم الاجتماعیة والإنسانیة فى مصر والعالم العربی بمختلف اللغات ( العربیة والانجلیزیة او الفرنسیة او الالمانیة ) وغیرها مما یدرس بالکلیة.

المؤلف

لا يوجد

المستخلص

يعد قياس معدلات الفقر الحضرية ومشکلاته هي أحد المقاييس الاقتصاديّة المعتمدة على التکنولوجيا ، للانتقال من حالةٍ التنمية الإ إلى أخرى جديدةٍ ؛ بهدف تحسينها مثل الانتقال من حالة الاقتصاد الزراعيّ إلى الصناعي أو الانتقال من الاقتصاد التجاريّ إلى التجاريّ المعتمد على التّکنولوجيا وتُعرَّف التّنمية الحضرية بأنّها العمليّة الهادفة إلى تعزيز نموّ اقتصاد الدّول ؛ وذلک بتطبيق العديد من الخُطط التطويريّة ، التي تجعلها أکثر تقدُّماً وتطوّراً ، ممّا يؤثّر على المجتمع تأثيراً إيجابيّاً ، عن طريق تنفيذ مجموعةٍ من الاستراتيجيّات الاقتصاديّة الناجحة(1) ، وتُعرّفُ أيضاً بأنّها سعي المجتمعات إلى زيادة قدرتها الاقتصاديّة؛ للاستفادة من الثّروات المُتاحة في بيئاتها ، وتحديداً في المناطق التي تعاني غيابَ التنوّع الاقتصاديّ المؤثّر سلباً على البيئة المحليّة عامّةً علم الاقتصاد والتّنمية الاقتصاديّة(2) ، ويمکن دراسة مشکلات الفقر الحضري في حي المنتزة على النحو التالي:
أولاً - مشکلاتالفقر الحضريفيحي المنتزة:
تتعدد مشکلات الفقر الحضري في حي المنتزة ، حيث تؤثر تلک المشکلات على مردود      الفقر الحضري البشرية في هذه المدن ؛ مما يعوق مشروعات التنمية داخل الحي ، ومنها مشکلات الأمية ونقص التعليم ونقص الخدمات الصحية وغيرها من المشکلات ، والتي يمکن عرضها على النحو التالي:
1- مشکلات الأمية:
تعد الأمية من أهم وأخطر المشکلات التي تواجه مصر عامة ، وحي المنتزة خاصة فى الوقت الحاضر بإعتبارها مشکلة قومية ذات أبعاد متعددة اقتصادية ، واجتماعية ، وسياسية وحضارية فحالة الفقر التي تتصف بها بعض المجتمعات لا تشير إلى نقص الثروات والأموال ، وإنما إلى ضعف درجة الوعي الثقافي والحضاري لهذه المجتمعات ، ولذا ربط معظم المفکرون بين التربية الفقر الحضري على اعتبار أن التنمية الإنسانية الشاملة تعبير عن حالة راقية من الوجود الإنساني ، فالفقر فى الأساس هو قصور فى القدرات الإنسانية ، وبالتالي فى الأداء الإنسان ، إن الأمية تسير قدماً بقدم مع الفقر والتخلف  کما أن التفاوت بين الذين يملکون والذين لا يملکون ليس تفاوتاً مادياً فى حد ذاته ولکنه تفاوت تعليمي  فالأفراد الذين لا يملکون مهارات ومعلومات أو معرفة مهنية لا يقدرون على رفع مستوى معيشتهم.(3)
 وهکذا فالقضاء على الأمية يودى إلى التخلص من براثن الفقر ، فالشخص المتعلم المثقف يکون أکثر إنتاجية ، ولذا أصبح الدور الذي يلعبه التعليم فى التنمية من الأهمية ، بحيث يمکن أعتبارهما  مترادفين فالتعليم جزء من الصالح العام وعامل فى تطوير نوعية الحياة(1) إن مشکلة الأمية فى مدن محافظة حي المنتزة هي مشکلة مزمنة ومعقدة لا ترجع إلى سبب واحد ، وإنما إلى أسباب متعددة تاريخية واجتماعية ، واقتصادية ، وتربوية ، وبالتالي فإن الأمية فى منطقة الدراسة ليست نتيجة لسبب واحد بل هي نتيجة لمجموعة کبيرة من الأسباب ، من أهمها:
- السياسات التعليمية التي طبقها الاحتلال البريطاني فى مصر ؛ فالنسبة للفقراء کان التعليم مقصوراً على الکتاتيب التي لم تکن تتسع إلا لعشرة في المائة على الأکثر ، وأما توفير تعليم حديث فقد کان لعدد قليل ومحدود من أفراد الشعب في المدارس الابتدائية والثانوية والعالية والأجنبية ، وکان الغرض منه توفير بعض الکوادر الإدارية لخدمة النظام الإداري في البلاد ، بما يخدم مصالح الاحتلال.(2)
- عجز النظام التعليمي عن استيعاب جميع الأطفال الذين هم في سن التعليم الابتدائي ، وذلک بسبب ازدياد نمو السکان السريع من ناحية ، وقلة الموارد المالية المتاحة للعملية التعليمية.
 - ارتفاع نسبة الفاقد التعليمي ، وما ينتج عنه من انخفاض في مستوى الکفاية الداخلية للنظام التعليمي وخاصة في المرحلة الابتدائيـة نتيجة لظاهـرتي الرسـوب والتسرب وتبين الدراسات أن هناک أسباباً کثيرة ومتداخلة لهذا التسرب اجتماعية واقتصادية ، وتربوية.
- عدم جدوى الإجراءات التي تتخذ بشأن مکافحة الأمية وتعليم الکبار ، وعدم ربط التنمية الثقافية والاجتماعية بالتنمية التربوية التعليمية.
- انشغال الأولاد المفرط في الأعمال المنزلية ولاسيما الفتيات ، مما لا يترک لهم وقتاً للدراسة في المدارس ، بالإضافة إلى ما يسببه لهم من إجهاد جسمي يعوقهم عن الدراسة.
 - فقر الأسرة الاقتصادي مما يؤدي إلى عدم قدرة الآباء على سداد المصروفات المدرسية أو استخدام الأبناء للقيام ببعض الأعمال للمساهمة في تحمل نفقات الأسرة.
- انخفاض مستوى تعليم الأسرة ؛ فإدراک الوالدين لأهمية التعليم يتوقف على مستواهم الثقافي والتربوي ، وقد دلت بعض الدراسات أن وجود عدد کبير من أفراد الأسرة غير متعلمين له صلة وثيقة بظاهرة الإهدار والتسرب الدراسي من التعليم.
- الرسوب عامل رئيس يرتبط بالتسرب ، ويعود الرسوب إلى عوامل مختلفة أهمها سوء نوعية المعلمين ، وعدم المبالاة بالتعليم ونظام الامتحانات ، وعدم جدية بعض التلاميذ.
- عدم وجود علاقة بين النظام التربوي وحاجات البيئة الاقتصادية فکثير من الأولاد يترکون المدارس قبل الأوان بغرض استفادة الأسرة منهم للعمل.
- البيئة المدرسية السيئة فکثير من المدارس أبنيتها قديمة وغير جذابة للتلاميذ ، وأجهزتها غير ملائمة ، ومعلموها لا يبالون ، وفصولها مزدحمة.
 - موت الأبوين أو أحدهما واضطرار الولد إلى تحمل مسئولية العائلة ، مرض التلميذ وبخاصة المرض المستمر أو وجود عوائق جسمية أو صعوبات عاطفية وعدم توافقه الاجتماعي أو عدم رضاه عن المدرسة التي يکون متلحقاً بها.
- نقص شعور بعض المسئولين في مصر لفترة مضت بخطورة الأمية ، وبالتالي بذلهم جهود بسيطة بشکل لا يتماشى مع حجم المشکلة ، عدم الأخذ بالتشريعات التي تلزم الأميين الالتحاق بالفصول المسائية لمحو أميتهم خلال مدة محددة.
- عدم قيام أجهزة الأعلام المختلفة بدور فعال في توعية الأميين وحثهم على الالتحاق بفصول محو الأمية والإفادة من الفرص الإمکانات المتاحة لهم ، وعدم تکافؤ توزيع الخدمات التعليمية بين الريف والحضر، وعدم وجود خريطة تربوية تضمن عدالة توزع الخدمات التعليمية.
ويهتم علم الجغرافية بدراسة التغيرات المکانية لتوزيع السکان فوق رقعة محددة من الأرض لمعرفة مدى ترکز السکان أو انتشارهم فوق تلک المساحة ، وهذا يعني تحديد العلاقة بين التوزيع العددي للسکان ومساحة الرقعة المسکونة ، وللوصول إلى ذلک فقد تم تطبيق نسبة الترکز ومنحنى لورنز لوضع تصور جغرافي شکل توزيع السکان داخل إقليم الدراسة ، وتزداد درجة الترکز بنسبة کبيرة حين يتجمع السکان في منطقة واحدة

الكلمات الرئيسية