ظاهرة التَّناصّ في المقال الصَّحفي عند جدعون ليفي

نوع المستند : وعروض الکتب والتقاریر عن رسائل الماجستیر والدکتوراه فى التخصصات العلمیة لأقسام کلیات الآداب والعلوم الاجتماعیة والإنسانیة فى مصر والعالم العربی بمختلف اللغات ( العربیة والانجلیزیة او الفرنسیة او الالمانیة ) وغیرها مما یدرس بالکلیة.

المؤلف

لا يوجد

المستخلص

التَّناصّ هو أحد المفاتيح اللُّغويَّة في بناء النَّصّ، بل هو من المعايير الأساسيَّة الَّتي تساعد في فهمه وتفسيره؛ لذلک يقول محمَّد مفتاح إنَّ التَّناصّ مثل الماء والهواء والزَّمن للإنسان، فلا حياة له بدونهما، ولا عيشة له خارجها[1]، فالنُّصوص عادةً ما تشير، أو تعتمد في معناها على نصوص أخرى، فالعلافة النَّاتجة بينهما نتيجة تعالق هذه النُّصوص هي الَّتي تُسمَّى بالتَّناصّ[2].
 
التَّناصّ لغة واصطلاحًا
يرجع الاهتمام الحاليّ في علم النَّصّ وتحليل الخطاب بالطّرق الَّتي تترابط بها النُّصوص مع نصوص سابقة، أو متزامنة معها إلى اللُّغويّ السّوفيتيّ ميخائيل باختين في کتاباته، خاصَّة کتاب "شعريَّة ديستوفيسکي". فهو أوَّل مَن صاغ نظريَّة في تعدُّد القيم النَّصّيَّة المتداخلة[3] من خلال مبدأ الحواريَّةdialogism ؛ فهو يرى أنَّه لا يوجد تعبير لا تربطه علاقة بتعبير آخر[4]، کما يرى أنَّ العلاقة الحواريَّة مع کلام الآخرين هي علاقة في جوهرها متباينة ومولّدة بتأثيرات أسلوبيَّة مميّزة داخل الخطاب؛ فهي مع ذلک تستطيع أن تتشابک تشابکًا وثيقًا، فيصير من الصَّعب التَّمييز بين شقّيها[5]، وبذلک تعدُّ نظريَّة الحواريَّة عند باختين الأساس الَّذي انطلقت منه جوليا کريستيفا في أبحاثها بين عامي 1966، 1967 في مجلَّتيTel quell  و[6]Critique، ثمَّ کتابها سيموطيقا semiotike الَّذي سعت فيه إلى خروج النَّصّ من سجن البنيويَّة، وإدماجه في التَّاريخ والمجتمع، لکنَّها استبدلت مصطلح الحواريَّة بمصطلح "التَّناصّ intertextualite"، وربطته بالطُّرق الَّتي تحيل فيها النُّصوص إلى نصوص أخرى، أو الطُّرق الَّتي تبني فيها النُّصوص من نصوص أخرى[7]، فقد نفت وجود نصّ خالٍ من مداخلات نصوص أخرى. فقالت: "کلّ نصّ هو عبارة عن لوحة فسيفسائيَّة من الاقتباسات، فکلّ نصّ هو تشرُّب وتحويل لنصوص أخرى"[8]، فوفقًا لها اهتمَّ التَّناصّ بالتَّفاعل بين النُّصوص، سواء باستعادتها أو محاکاتها لنصوص أو أجزاء من نصوص سابقة عليها[9].
وبعدما قدَّمت کريستيفا هذا المصطلح؛ توالت الدّراسات والأبحاث المرتبطة به، وواصل کثير من النُّقَّاد الغربيين ما انتهت إليه کريستيفا، ومنهم رولان بارث الَّذي يرى أنَّ کلَّ نصّ ليس إلا نسيجًا من استشهادات سابقة[10]، وتزفيتان تودروف الَّذي يرى أنَّ التَّناصّ يعادل الحواريَّة، فکلّ ملفوظين يحاور أحدهما الآخر، ويدخلان في نوع من العلاقات، نسميها علاقات حواريَّة. وأکَّد أنَّه لا مناص من ظاهرة التَّناصّ، فکلّ نصّيَّة هي تداخل نصّيّ[11]. أمَّا جيرار جينت، فقد اهتمَّ بالتَّداخل النَّصّيّ، وهو معرفة ما يجعله في علاقة خفيَّة، أو جليَّة مع غيره من النُّصوص[12].


الكلمات الرئيسية