ثقـافـة الکاتب في التراث النقدي

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

الأستاذ المتفرغ بقسم اللغة العربية وآدابها کلية الآداب – جامعة المنوفية

المستخلص

اعتمدت الکتابة الفنية في تطورها على طبقة من الکتاب المثقفين ، الذين ألموا بثقافات عصرهم المتعددة. ولما کان لهذه الثقافات أثر کبير في تکوين شخصية الکاتب الأدبية ، وتحديد مدى فاعليته في دفع عجلة التطور الأدبي ، فإننا نعرض في هذا البحث لما يجب أن يلم به الکاتب من ثقافات متعددة.وجدير بالذکر أن مدلول کلمة «کتابة» يتضمن معنى العلم والمعرفة ، يقول ابن الأعرابي : « وقد تطلق الکتابة على العلم ومنه قول الله تعالى : ( أم عندهم الغيب فهم يکتبون ) سورة الطور 41. أي يعلمون ، وعلى حد ذلک قوله صلى الله عليه وسلم في کتابه إلى أهل اليمن حيث بعث إليهم معاذًا أو غيره : « إني بعثت إليکم کاتبًا ». أراد عالمًا ، سمي بذلک لأن الغالب على مــــــن کان يعرف الکتابة ، أن عنـــــده العلم والمعرفــة ويرجع الاهتمام بثقافة الکاتب إلى البواکير الأولى للکتابة ، نلمس ذلک الاهتمام عندما طلب الرسول – صلى الله عليه وسلم – من زيد بن ثابت أن يتعلم العبرية، وقيل السريانية، حتى يستطيع أن يرد على الکتب التي ترد عليه من أهل هذه اللغات. وکأن الرسول يعد عدم معرفة الکاتب للغات الأجنبية نقصًا في رتبته. ونلمس أيضًا الاهتمام بثقافة الکاتب اللغوية حتى يتجنب الخطأ ، فيما کتبه عمر بن الخطاب إلى أبي موسى الأشعري ، وقد قرأ في کتابه لحنًا : « قنع کاتبک سوطا.

الكلمات الرئيسية