دلالة الالتزام وأثرها في فهم النص القرآني

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

فى کلية أصول الدين والدعوة بالمنوفية

المستخلص

فإن مبحث الدلالات من أهم مباحث علم الأصول والتفسير، فبه تستخرج المعاني والأحکام من الألفاظ، وبالتمکن من إحکام الدلالات يأمن المجتهد والمفسر من  الخطأ في الفهم ،  قال العلامة الغزالي: (  اعْلَمْ أَنَّ هَذَا الْقُطْبَ هُوَ عُمْدَةُ عِلْمِ الْأُصُولِ ؛ لِأَنَّ مَيْدَانَ سَعْيِ الْمُجْتَهِدِينَ فِي اقْتِبَاس الْأَحْکَامِ مِنْ أُصُولِهَا وَاجْتِنَائِهَا مِنْ أَغْصَانِهَا، إذْ نَفْسُ الْأَحْکَامِ لَيْسَتْ تَرْتَبِطُ بِاخْتِيَارِ الْمُجْتَهِدِينَ وَرَفْعُهَا وَوَضْعُهَا ، وَالْأُصُولُ الْأَرْبَعَةُ مِنْ الْکِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ وَالْعَقْلِ لَا مَدْخَلَ لِاخْتِيَارِ الْعِبَادِ فِي تَأْسِيسِهَا وَتَأْصِيلِهَا، وَإِنَّمَا مَجَالُ اضْطِرَابِ الْمُجْتَهِدِ وَاکْتِسَابِهِ اسْتِعْمَالُ الْفِکْرِ فِي اسْتِنْبَاطِ الْأَحْکَامِ وَاقْتِبَاسِهَا مِنْ مَدَارِکِهَا) ([1])
وکانت دلالة الالتزام لها أثر عظيم ومهم في عملية الاستنباط، واستخراج المعاني من الألفاظ ، واستنباط الأحکام من النصوص، فلا يستغني عالم في أيّ علم عن فهمها والإلمام بقواعدها ، يحتاج إليها الباحث في علم البيان في باب المجاز والکناية ، والمنطقي يهتم بها وإن کان اشتغاله بالمعاني ؛ لأنها قوالب المعاني ، والأصولي والفقيه  يرتب عليها أحکاما في باب الأوامر والنواهي وفي غيرهما، وفي علم المناظرة لينظر في لزوم الدعوى من الدليل هل تستلزمها أو لا ؟ ، والنحوي في استقراء أحکام النحو ، وفي علم العقيدة وإقامة البراهين تدخل دلالة اللزوم لتحکم بوجوب أو جواز أو استحالة ثبوت شيء ما ، والمفسر يحتاج إليها في جميع ما سبق.
وتنقسم الدلالة إلى دلالة مطابقة، وتضمن، والتزام، وبين اللازم والملزوم علاقة معتبرة تختلف باختلاف العلوم ، وکذلک ينشأ من التلازم بينهما ثبوتا ونفيا قواعد مهمة يحتاج إليها الباحث في کل علم ، فأردت في هذا البحث أن أجمع المباحث المهمة لدلالة الالتزام وأثرها في التفسير

الكلمات الرئيسية