الأدلّة الکونيّة على وحدانيّة الله وقُدرَته من خلال سورة الواقعة

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعه طيبه :المملکه العربيه السعوديه ،المدينه المنوره

المستخلص

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فإن هذا البحث يهدف إلى بيان (الأدلة الکونية على وحدانية الله وقدرته من خلال سورة الواقعة)، والوقوف على الأسرار البلاغية لهذه الأدلة، وکشف معانيها، من خلال بيان سر العلاقة بينها، واستنباط ما فيها من ارتباط وثيق، ونظام محکم دقيق، بما ينبئ عن صدق القرآن الکريم، وأنه تنزيل من رب العالمين.
إن قضية توحيد الله وبيان قدرته في الکون، من القضايا الکبرى التي تناولها القرآن الکريم بکل سوره وآياته، وأحکامه وتشريعاته، والقرآن الکريم – وهو يدعو الناس إلى توحيد الله تعالى، ولفت نظرهم إلى مظاهر قدرته في الکون – لم يترک وسيلة إلا واتبعها معهم من ترغيب وترهيب، وعتاب وتأنيب، وحوارات هادئة، وبراهين ساطعة، وأدلة نقلية، وأخرى کونية، ومشاهد محسوسة، وحجج ملموسة، مع ما فيها من بيان لعظمة الله وقدرته، وإظهار لفضله ومنّته، بما لا يدع مجالاً لذي لُبٍّ عاقل أن ينکرها، أو يشکِّک فيها.
ولعظم هذه القضية فقد اخترت الآيات (57-80) من سورة الواقعة، هذا المقطع الذي يتحدث عن الأدلة الکونية على وحدانية الله وقدرته، وقمت بتقسيم هذه الآيات إلى ثلاثة موضوعات، کل موضوع يحمل اسم مبحث، فکان المبحث الأول للحديث عن مقدمات لسورة الواقعة، وقسمته إلى ثلاثة مطالب: الأول: اسم السورة وفضلها. الثاني: مناسبتها لما قبلها. الثالث: موضوعاتها. وکان المبحث الثاني بعنوان: الأدلة الکونية على وحدانية الله وقدرته، قسمته إلى أربعة مطالب. کل مطلب هو دليل على وحدانية الله وقدرته، فالمطلب الأول: دليل خلق الإنسان. الثاني: إنبات الزرع. الثالث: إنزال الماء. الرابع: إنشاء نار الدنيا. أما المبحث الثالث فکان بعنوان: تعقيبات على الأدلة، وجاء في مطلبين: الأول: دعوة للتسبيح. الثاني: صدق القرآن.
وقد اعتمدت في هذا البحث على المنهج الوصفي التحليلي، الذي يقوم على الاستقراء والتحليل والترجيح. حيث قمتبتناول تلک الآيات بالشرح والتوضيح، مستخرجاً ما فيها من معاني لغوية، ونکات بلاغية، وأحکام فقهية، بالقدر الذي يثري البحث، ولا يخرجه عن موضوعه، مستيعناً في ذلک بأقوال المفسرين، نقلاً وشرحاً، وتوضيحاً وترجيحاً، مع نسبة الأقوال إلى قائليها، وتخريج الأحاديث من مظانّها، وبيان درجتها من الصحة ما استطعت إلى ذلک سبيلاً.
ولم أجد أحداً – فيما بحثت – قام بإفراد هذه الآيات بالتفسير التحليلي، وجمع أقوال المفسرين فيها، للوقوف على معانيها، واستنباط ما فيها من دلائل التوحيد والقدرة الإلهية.
 

الكلمات الرئيسية