مقدمات في الدراسات الثقافيّة والنقد الجديد:ماذا يعني مفهوم Cultural Studies؟

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة أسيوط ، مصر

المستخلص

الـ Cultural Studies أو "الدراسات الثقافية" هي کيان علمي کان وما يزال يسعى لفهم الکيفية التي من خلالها يتمّ توليد المعنى، ونشره، والتنافس عليه، ما بين الحاکمين والمحکومين، وعلى وجه التحديد، أنظمة مقاومة المحکومين لمحاولات الحاکمين السيطرة عليهم وتوجيههم ثقافيّاً باستخدام آلات التقنية الحديثة، ووسائل الإعلام الموجّهة، ومؤسسات الاجتماع التقليديّة العريقة. الشيء المميّز في هذا الحقل هو أنّه  لا يتعامل مع الثقافة باعتبار أنّها کيان ثابت، محددة، ومستقر، وإنّما کيان تفاعلي ديناميکي ثري، مليء بالاضطراب والحرکة الإيجابيّة، تقوده مجموعات تفاعلية مستدامة التغيير، والتغيُّر إن على صعيد الأفکار أو على صعيد الممارسة. مدرسة الدراسات الثقافيّة Cultural Studies يغلب عليها في مفهومها للثقافة أمران: الأوّل توسعتها للمفهوم للحدّ الأنثروبولوجي الشامل والمعروف، أي ذلک الشيء الذي يشمل محاولة فهم واستنطاق کافّة معاني وسلوکيات الکائن البشري باعتباره عضواً في مجموعة. الأمر الثاني: اعتبار الثقافة مرکزاً رئيسيّاً لعمليّات التجاذب والصراع الفکري والـ والتثاقفي Acculturation ليس بين ثقافات مختلفة متحاربة ومتباغضة، بل هي تجاذبات وصراعات القوى الثقافيّة المختلفة في ذلک الإطار التفاعلي للحياة الاجتماعيّة بکافّة صراعاتها المحمودة والإيجابيّة والتعاونيّة أيضاً على المستويين المحليّ والعالميّ. وأخيراً، فإنّ مدرسة الدراسات الثقافيّة، هي جزء لا يتجزّأ من حرکة (ما بعد الحداثة) التي توجّه نقدها ضد هيمنة وسطوة أيديولوجيّات العصر الحديث ذات الطابع الشموليّ، والتي تدّعي القدرة على تفسير الظواهر الاجتماعيّة بشکل کوني، کما إنّها -وعلى حد تعبير عبدالحليم عبدالغني رجب، ضدّ کلّ فکر متحفظ تمثّله الدوائر الکلاسيکيّة وفکر النّخبة، وفي مقابل هذا، فهي تنادي بالتجزيئيّة في الفکر، وبعدم طبع الـ"إيتيکيتات" الفکريّة على کلّ شيء.

الكلمات الرئيسية