رجال الدين اليهودي وفرق الکهنة حتى الأسر البابلي (586ق.م)

نوع المستند : المقالة الأصلية

المؤلف

جامعة الزقايق، معهد الدراسات والبحوث الأسيوية، قسم ( مقارنة الأديان)

المستخلص

إن وصف تاريخ الشعب اليهودى ليس بالمهمة السهلة، فيعود تاريخهم إلى ما يقرب من أربعة آلاف سنة، فالشعب الذى ظهر في فترة ما قبل الأساطير، عاش عبر العصور وتکيفوا تبعاً لأنظمة مختلفة عن بعضها، فکانت معظمها مستقلة ، ثم خضعوا للإمبراطوريات الوثنية الذين تعاملوا معهم بقدر ما فعل السکان الآخرين مع دياناتهم المختلفة، ولقد عانوا من المنفي ولکنهم عادوا أيضاً، قبل وأثناء العصور الوسطى واعتمادا على الإطار السياسي والاقتصادي والنسيج الاجتماعي لهذه الفترة ، تم التسامح مع اليهود في بعض الأحيان من قبل الحکام المسيحيين والمسلمين ولکن مقيدة ومضطهدة في أوقات أخرى([1]).
واليهود لا يشکلون جنساً أو عرقاً واحداً مميزاً، أو ربما کان لهم أصل واحد، انحدروا منه وإليه ينسبون، فالکيان اليهودي کيان ديني بحت، واليهودية دين اعتنقه أناس من شعوب مختلفة وعروق متباينة، من أجناس البشر المتباينة والفروق المختلفة ولا يجمعها إلا الرابط الديني فقط وهو اليهودية([2]). واليهودي مهما کانت أصوله العرقية له سلوکيه خاصة تميزه عن سائر البشر، وذلک نتيجة اعتناقه الدين اليهودي، وتشربه مباديء هذا الدين، وتقيده بتعاليىمه وتوجيهاته([3]).
وفي خلال هذه الفترة الطويلة مرت الديانة اليهودية بمراحل ضعف في بعض الأحيان ومراحل قوة في بعض الأحيان الأخري، وتطورت کثيرا وتأثرت بمن حولها من الشعوب والأمم التي سکنت بجوارها، فکان من أهم الأشياء التي تأثرت بها الديانة اليهودية هي وظيفة "الکهنوت".
فالديانة اليهودية ديانة کهنوتية؛ إذ إن الکهنة هم الذين يقومون بتفسير التوراة، وهم الوسطاء بين اليهود وبين إلههم "يهوه"، وهم الذين يتقنون الشريعة([4])، ويوجهون الشعب اليهودي في ممارسة شعائره الدينية([5])، ولذلک أصبح لديهم الکثير من رجال الدين والعديد من الوظائف الدينية، کما کان لهم العديد من دور ومراکز العبادة، تطورت وأخذت أشکالا کثيرة([6]).
 

الكلمات الرئيسية